لمتابعتنا على مواقع التواصل:

المرحلة التي تواجه الشباب بعد التخرج من الجامعة

نعيش معشر الشباب في وقتنا الحالي الكثير من التحديات، لصناعة مستقبل يوفر رغد العيش، فانطلاقًا من اختباري القدرات والتحصيلي اللذان يتحكمان بفرص القبول في الجامعات،  انتقالًا لرحلة تحديد التخصص المناسب لامكانات كل منا لاسيما توافر الطلب عليه في المستقبل حسب الاحصاءات، وانتهاءً بالحرص على المعدل وابقائه مرتفعًا، وهذا ما قد ظنناه فقط جديرًا بالحرص والاهتمام.

لا نلبث بعد ذلك إلا ونصدم بمرحلة ما بعد الحصول على الشهادة، والتي تستحق أن نطلق عليها (مرحلة التيه)، والتيه في اللغة العربية كلمة ذات معاني متعددة وقد تنطبق جميعها على هذه المرحلة،  والتي تطرح فيها العديد من التساؤلات، هل احصل على استراحة محارب؟، هل اكمل دراساتي العليا؟، هل ابحث عن وظيفة أم اقوم بتأسيس  عملي الخاص؟.

وما بين السؤال والأخر يتقدم احدنا ويتراجع بعضنا ويتعثر معظمنا، فليس كل من تلك التوجهات سهل في التنفيذ أو أنه على اقل تقدير  يسير في التغيير، فاستراحة المحارب ذات مآلات خطيرة ما لم تدار بصورة جيدة، كذا فرص الابتعاث أصبحت معقدة وإن بدت عكس ذلك، بينما الوظيفة والعمل الخاص توجهان يستحقان العناية والارشاد، فبالرغم من أننا نقضي جميعًا  فترة لا تقل عن ١٥ سنة في المرافق التعليمية نخرج منها بحصيلة علمية لا بأس بها  وعنوان تخصص قد يلازمنا ما تبقى من الرحلة، إلا اننا لا نحصل خلالها على أهم ثلاث اسلحة لمواجهة )مرحلة التيه) فيما بعدها.

فنستوعب بالطريقة الأصعب أنه لم  يتم اخبارنا بأن العلاقات والمهارات والتجارب هي الأسلحة التي تصنع منك قادرًا على تجاوز مرحلة التيه، ولعلي انطلق من سلاح التجارب لأنه بالضرورة ما يصنع السلاحين الاخرين، فمهما كان التركيز على الذرجات والتحصيل بالغ الاهمية وهذا حقيقي، قد لا يقل خوض التجارب اهميةً عنه، فكيف لحديث تخرج أن ينشئ عمله الخاص دون أن يكون مارس تجربة العمل؟، وكيف له أن يتحمل المسؤوليات حين غرة دون أن يجرب تحمل مسؤولية إدارة حياته ابتداءً؟، وكيف له صنع شبكة علاقات لطالما انحصر في دائرة بلا تجارب؟ وكيف له معرفة أهمية المهارات الحياتية والمهنية وهو مستأثر بمهارة الركض خلف الوصول للنجاح في المقررات فقط؟.

كل هذه الاسئلة قد تشعر القارئ  بأن الأمر بالغ الصعوبة، إلا أنه  وبحكم التجربة ليس بتلك الصعوبة، فبمجرد تحديد موطن الخلل يسهل تداركه، فوإن كانت مرحلة التيه منهكة نفسيًا وذهنيًا، يتوجب معرفة أن من يعيشها على الأرجح سيكون في بداية العشرينات من عمره، وهو العمر  الذي فرض واقع الحال أن يكون وقتًا لاستدراك ما فات، فالحذر كل الحذر أن يمضي بك دون تحديد المشكلة والعمل على حلها، بتطوير الأسلحة الثلاث سالفة الذكر.

ما كتبته لا ينطبق على الكل، وقد لا ينطبق على المعظم، ولكنه في ظني غالبًا ما سيحدد مسار ما بعد العقد الثالث من العمر، حينما يعجز واقع الحال أن يعطيك ذات الرفاهية في الخطأ والصواب، وحين تبدأ ارهاصات إنطلاق  (مرحلة الحصاد).  تمت…

Next post
نظرة على مفهوم دمج ذوي الإعاقة
أكتوبر 16, 2024

اترك تعليق

نبذة عنا

شركة وقار للمحاماة والاستشارات القانونية هي شركة رائدة في تقديم الخدمات القانونية المتخصصة. نعمل بوقار واحترافية عالية لنكون الشريك الأمثل في حل القضايا القانونية وتحقيق أهداف عملائنا

اتصل بنا